هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أليس للخصوصية الدينية التي تحملها هذه الأسر مقالة رائعة

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

أليس للخصوصية الدينية التي تحملها هذه الأسر  مقالة رائعة Empty أليس للخصوصية الدينية التي تحملها هذه الأسر مقالة رائعة

مُساهمة من طرف أبو لانا الأربعاء فبراير 21, 2007 3:17 pm

منقول من جريدة الشرق الأوسط

الاربعـاء 06 جمـادى الثانى 1426 هـ 13 يوليو 2005 العدد 9724


الأسر العلمية في الجزيرة العربية بين سندان التاريخ ومطرقة العصر

حرص أفرادها على توارث مسار آبائهم المعرفي

الرياض: زيد بن علي الفضيل*
ليس من المستغرب في الوقت الراهن أن نلحظ حرص بعض الأسر على أن ينهج أبناؤها خطوات أسلافهم العملية في الحياة، لذلك فلا غرابة أن نرى الأسرة الفنية، والأسرة الصحافية، والأسرة الأدبية، والأسرة التجارية، وغير ذلك. ولا شك فإن هذه الظاهرة ليست وليدة هذا العصر، وجدت في الفترات السالفة بأشكال متغايرة مثل: الأسرة الرعوية، والزراعية، والمهنية الحرفية، والتجارية، بالإضافة إلى الأسرة السياسية التي توارث أفرادها العمل السياسي في دواوين الأمراء والملوك، وقبل هذا وذاك الأسرة العلمية التي حرص أفرادها على توارث مسار آبائهم المعرفي بصورة عامة.
وإذا كان لكل فن أهميته في الإطار المجتمعي، فقد كان وما زال للأسرة العلمية أهميتها الخاصة في المجتمع الإسلامي، إذ حظي العلماء والأدباء عبر مختلف العصور الإسلامية بالعناية والاهتمام، ليس من قبل السلطة الحاكمة وحسب، بل من مختلف فئات المجتمع أيضا، فهم وكما ينص الذكر الحكيم ورثة الأنبياء، الأمر الذي جَلَّ من شأنهم، ورَغَّب في التودد إليهم، وحَضَّ على مجالستهم، فكان أن تبوأوا المكانة الرفيعة في المجتمع، التي زاد من رفعتها توارث الفعل المعرفي والإرث الثقافي بين طبقات الأسرة الواحدة.

إلا أنه ومع تغير القواعد المنظمة للمجتمع في الوقت الراهن، التي طغى عليها الجانب المادي بصورة واضحة، فقد تغيرت معه القواعد المنظمة للسياق المجتمعي، فأخذت الأسرة العلمية الممتهنة للأدب والعلم الشرعي في التلاشي أمام تقدم العلوم العلمية الأخرى في المجتمع، كالطب، والهندسة وغيرهما، عوضا عن بروز الأعمال المهنية الأخرى الصناعية منها واليدوية، وبالتالي فقد أخذ الكثير من أبناء الأسر العلمية في الجزيرة العربية على وجه الخصوص في الاضمحلال بشكل تدريجي لصالح الأعمال الأخرى، حتى أصبح من النادر في بعض الأحيان أن نسمع بأديب أو عالم ينتمي لأسرة علمية، يعمل على التذكير بماضي أسرته العلمي، وليت الأمر توقف عند ذلك، إذ قد تعدى ليصل عند بعضهم إلى حد الجهل الكامل بماضي أسرته العلمي. وإزاء ذلك كله يتبادر إلى الذهن العديد من التساؤلات التي تفرض نفسها على الموضوع، ولعل أولها: ما المقصود بالأسر العلمية؟، وما هي أبرز الأسر العلمية في الجزيرة العربية؟، وما سبب توارث أفراد الأسرة لمسار علمي واحد؟، وهل كان لذلك التوجه أثره السلبي أم الإيجابي على الحركة العلمية بصفة عامة؟. نبذة تاريخية

* أصبح من المتفق عليه بين علماء التراجم والرجال أن الأسرة العلمية هي التي يتناقل أفرادها ما اكتسبته أسرتهم من إرث ثقافي خاص أبا عن جد، وفي العالم الإسلامي وعلى امتداد تاريخه برزت الكثير من الأسر العلمية التي حافظ أبناؤها على تسلسلهم المعرفي في مختلف المجالات، إيمانا منهم بأهمية ذلك أولا، وتلبية لظروف اجتماعية وسياسية في بعض الأحيان، حيث كان من الصعب على أحد الابتعاد عن سمت أبيه، وبخاصة أمام ما يمكن أن يواجهه من تحديات راجعة إلى إمكانية ازدراء المجتمع له جراء تخليه عن مواصلة المسيرة، لا سيما إذا اقترنت هذه المسيرة بتداول العلم الشرعي أو ما يتعلق بها من أدب ولغة وما إلى ذلك. وعلى هذا فقد برزت في الجزيرة العربية على طول امتدادها من البحر إلى البحر الكثير من هذه الأسر التي تميزت بالمحافظة على شخصيتها العلمية، وسمتها المعرفي الثقافي.

ومن ذلك في مكة المكرمة، فقد برز في الوقت الراهن الكثير من الأسر، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر أسرة آل المالكي مذهبا، الدباغ نسبا، الذي برز منهم السيد عباس بن عبد العزيز الخطيب والمدرس بالمسجد الحرام والمتوفى سنة 1353هـ، وابنه السيد علوي بن عباس المالكي المدرس بالمسجد الحرام والمتوفى سنة 1391هـ، وابنه من بعده السيد الدكتور محمد علوي المالكي الذي انتقل إلى جوار ربه مؤخرا في منتصف شهر رمضان سنة 1425هـ، وخلفه كل من ولده السيد أحمد وابن أخيه السيد علوي بن عباس المالكي. علاوة على أسرة آل شطا، وآل البار، وآل سيف، وآل اليماني الذين برز منهم الشيخ حسن يماني، ومن بعده السيد أحمد زكي يماني وزير البترول الأسبق، وآل فدعق، وآل الدحلان، والمشاط، والكتبي، والمرداد، والقاري، والزواوي، والفاداني، والعزوز.

وفي المدينة المنورة برز العديد من الأسر من أمثال أسرة آل مدني الذي برز منهم السيد عبد الله مدني، ومن بعده ولداه العالمان الأديبان السيد أمين مدني وأخوه السيد عبيد مدني، ومنهم في الوقت الراهن السيد إياد أمين مدني وزير الثقافة والإعلام، والدكتور غازي عبيد مدني، وغيرهما، وكذلك أسرة آل عشقي التي ينتمي إليها الدكتور المفكر أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، علاوة على أسرة آل البرزنجي، وآل أسعد، وغيرهم.

وفي الطائف برزت أسرة آل كمال العلمية التي اشتهر منها الكثير من العلماء والأدباء من أمثال الشيخ عبد الحي كمال المتوفى سنة 1412هـ، والشيخ محمد سعيد كمال المتوفى سنة 1416هـ، علاوة على أسرة آل القاضي، وآل الخادم الذين توارثوا خدمة مسجد عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وتولي شؤونه من إمامة وخطابة ونظارة أوقاف. وفي نجد برز العديد من الأسر العلمية لعل أشهرها وأكثرها علما أسرة آل الشيخ المنتسبة للشيخ محمد بن عبد الوهاب المنتمي لآل مشرف من بني تميم رحمه الله المتوفى سنة 1206هـ بمدينة الدرعية، وقد برز من هذه الأسرة الكثير الطيب من العلماء من أمثال الشيخ العالم مفتي الديار السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ المتوفى سنة 1389هـ، والشيخ العالم مفتي الديار السعودية في الوقت الراهن ورئيس هيئة كبار العلماء، والرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ حفظه الله، والدكتور عبد الله بن محمد آل الشيخ وزير العدل بالمملكة العربية السعودية، والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة وغيرهم الكثير.

وفي الأحساء برز العديد من الأسر العلمية من أمثال آل المبارك الذين برز منهم الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم بن مبارك المتوفى سنة 1409هـ، علاوة على أسرة العبد القادر المدنية الأصل ومن أبرزهم الشيخ محمد بن عبد الله آل عبد القادر صاحب كتاب (تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء القديم والجديد)، علاوة على أسرة آل الملا، وغيرهم.

وفي المخلاف السليماني برز العديد من الأسر من أمثال آل الحازمي، وآل البهكلي، وغيرهم، وبرز في عسير عدد من الأسر من أمثال آل الحفظي، وآل النعمي.
وبرز في حضرموت الكثير من العلماء المنتمين للعديد من الأسر العلمية من أسرة آل السقاف، وآل العطاس، آل المحضار، آل الجفري، آل الحبشي، آل الحداد، وغيرهم الكثير، علاوة على آل الجيلاني الحسنيين في مدينة دوعن ومنهم في الوقت الراهن السيد عمر بن حامد الجيلاني نسبا المكي موطنا الشافعي مذهبا. وفي اليمن برز العديد من الأسر العلمية الممتدة بنسبها العلمي لقرون عديدة، من أمثال أسرة آل شرف الدين المنتسبين إلى الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين الهادوي الحسني المتوفى سنة 965هـ، حيث برز منهم الكثير من العلماء والأدباء في اليمن وخارجه، وممن برز منهم بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية السيد العالم النسابة علي بن عبد الكريم الفضيل شرف الدين، وكذلك بمدينة الرياض المؤرخ السيد أحمد بن الحسين شرف الدين، علاوة على أسرة آل الوزير، وآل الشامي، وآل الكبسي، وآل الأهدل، والأكوع، والسياغي، والهيصمي، وغيرهم الكثير.

وقد أثمرت هذه الأسر عن بروز العديد من المدن العلمية، مثل مدينة تريم، وصنعاء، وصعدة، وزبيد وغيرها في اليمن، وضمد وأبي عريش بالمخلاف السليماني، والدرعية والرياض بنجد، والهفوف والعيون بالأحساء، والطائف، والمدينة المنورة، ومكة تاج مدن العالم الإسلامي بالحجاز، هذا عوضا عن المدن المتاخمة للجزيرة العربية مثل البصرة وبغداد وغيرهما بالعراق، ودمشق وحلب وبيروت بالشام.

ولا شك، فإنه بقدر ما كان لهذا التوجه العلمي الأسري الدور البارز في نمو وازدهار الحركة العلمية في الجزيرة العربية، بقدر ما أعاق في بعض الأحيان تفتق الذهنية المعرفية لأجيال هذه الأسر، عن معارف علمية وإنسانية كان يمكن لها أن تبدع من خلالها، بحيث انغمست في ما يمكننا أن نطلق عليه مرحلة التتمات، والشروح، وشرح الشروح، وهذا لعمري غاية ما وصل إليه الفكر الإسلامي من عقم وجمود، وبخاصة في الفترات التاريخية المتأخرة، الأمر الذي حدَّ من تسلسل بعض هذه الأسر وصولا إلى مرحلة اختفائها من على الساحة العلمية بشكل تدريجي، ويخرج من هذه الحالة، الأسر التي تلاشى أفرادها بفعل الانقطاع النسبي.

والسؤال: لماذا حرصت هذه الأسر على توارث أبنائها مسارها المعرفي؟ هل كان ذلك راجعا إلى رغبتها في المحافظة على ما اكتسبوه من صدارة اجتماعية!؟ وهل كان للعامل النفسي أثره الناتج عما يعكسه البيت المشهور القائل: "العلم يرفع بيتا لا أعماد له.. والجهل يهدم بيت العز والشرف" من شعور في الذاكرة الخفية لإنسان هذه الأسرة، مما حفزه للحفاظ على هذا الموروث الثقافي!؟ ثم أليس للخصوصية الدينية التي تحملها بعض هذه الأسر نتيجة انتمائها للأسرة النبوية من جهة، أو انتمائها للمصلحين ومجددي الدعوة، أثر في تبني الخط المعرفي السالف الذكر!؟.

* باحث، عضو جمعية تاريخ وآثار مجلس التعاون الخليجي


رابط الموضوع : http://www.aawsat.com/details.asp?section=43&article=311601&issue=9724

أبو لانا

أليس للخصوصية الدينية التي تحملها هذه الأسر  مقالة رائعة I3yu0p
عدد الرسائل : 7
العمر : 52
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 20/02/2007

http://almaa.c.la

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أليس للخصوصية الدينية التي تحملها هذه الأسر  مقالة رائعة Empty رد: أليس للخصوصية الدينية التي تحملها هذه الأسر مقالة رائعة

مُساهمة من طرف أبو خالد السبت يناير 05, 2008 11:17 am

اشكرك ابو لانا على هذا الموضووووووووووووووووووع الرائع ، ونتطلع دوما لجديدك يالغالي
أبو خالد
أبو خالد

عدد الرسائل : 562
السٌّمعَة : 1
نقاط : 671
تاريخ التسجيل : 04/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى