إدمان الهيروين والأفيون رحلة بتذكرة ذهاب بلا عودة!..

من طرف **دليم بن يحيى** الجمعة مايو 23, 2008 6:27 am

لعلاج ليس هو الحل بل الوقاية و توعية الشباب صغار السن بخطورة هذه المواد السامة بطرقٍ علمية صحيحة
إدمان الهيروين والأفيون رحلة بتذكرة ذهاب بلا عودة!..

الأفيون

د.ابراهيم بن حسن الخضير
ربما كثير من العامة لا يعرفون مادة الأفيون، وهي مادة مُخدرة قديمة، كانت تستخدم في الماضي لعلاج الألم بشكلٍ بدائي، وقد يدُمن المريض على هذه المادة وربما قاد ذلك إلى الوفاة بسبب مُضاعفات مادة الأفيون.
الأفيون هو عصير مُتخثّر يُستخرج من ثمرة الخشخاش، وهي نبته تُزرع بشكلٍ كبير في دول منطقة الهلال الذهبي في آسيا، هي أفغانستان، إيران باكستان، وكذلك في بورما ولاوس وتايلاند بالإضافة إلى الهند ولبنان والمكسيك . وتجارة الأفيون تجارة رائجة جداً، وتُعتبر أفغانستان من أكبر الدول المُنتجة لهذه المادة، وكانت تجارة الأفيون ومشتقاته هي التي تموّل الحروب الأهلية بين الجماعات السياسية والقبائل في أفغانستان. ومازالت مشكلة زراعة نبتة الخشخاش كبيرة في أفغانستان، ويعود ذلك إلى الدخل الكبير الذي يعود لتجار المخدرات وإن تخفى الأمر تحت مُسميات كثيرة.

يُنتج الأفيون ويستخلص عن طريق تشريط الكبسولة بعد عشرة أيام من سقوط البتلات، ولونه بني غامق وله رائحة نفّاذه كرائحة النشادر أو البول المُختزل.

أخطر ما في الأفيون أن بعض القرويين في المناطق النائية يتعاطون الأفيون الطبيعي، ويترك أثار واضحة على الأسنان، حيث تُصبح الأسنان سوداء بشعة، ورائحة الفم كريهة، وتأثيره قوي ويُدمن الشخص عليه بشكل كبير وربما يقود إلى الوفاة إذا إنقطع فجأة عنه. وفي المناطق القروية بدأ الأهالي يتعلمون كيف يستخلصون مواد مخدرة أخرى أشهرها المورفين والهيرويين.

والمعروف أن المورفين يستخدم كعلاج للآم الشديدة، وبعد العمليات الجراحية الكبيرة، ولكن هناك أشخاصاً يتعوّدون على استخدام المورفين، ويُصبحون يستخدمون المورفين ليس لعلاج الألم، وإنما للمُتعة ولتخدير أنفسهم كي يغيبوا عن الوعي . والمورفين مادة طبية ولكنه يُصنّع في مصانع غير قانونية بطرق بدائية أحياناً، ويُباع كمخُدر وليس كعلاج. ويدر المورفين المُصنع في هذه المصانع البدائية أرباحاً هائلة على من يعملون في هذا المجال. والحقيقة أن تجارة المورفين تجارة كبيرة، تضم شركات وعصابات كبيرة مُنظمة بصورة قوية. فالأرباح تُغري كثيرين من رجال الأعمال بالتجارة في هذا المخدر، خاصةً أن من هذا المخدر يمكن استخراج الهيرويين والذي يُعتبر من أكثر المخدرات القوية استخداماً، خاصةً في أوساط الطبقات الراقية المُقتدرة مادياً .

الهيرويين مادة مخدرة شديدة المفعول، وتعمل على إجزاء مُعينة في الدماغ بحيث تمنع إفراز مواد كيمائية من الدماغ. هذه المواد التي تعمل على إحداث بعض القلق في الإنسان، وعند استخدام الهيرويين يكبح جماح إفراز هذه المادة . ولكن كبح جماح إفراز هذه المادة لا يمنع إنتاجها من الجزء المخصص في الدماغ، ولكن يمنع إنطلاقها وهذا يجعلها تتراكم مثل سد يقف في وج سيلٍ من الماء . ويظل هذا السد قائماً طالما يتعاطى المدمن مادة الهيرويين.

والهيرويين أنواع كثيرة، وقد تفنن المصنعين، خاصةً بعد دخول علماء يعملون مع تجار المخدرات من أطباء وصيادلة وكيمائيين، فأصبحوا يضيفون مواد كيمائية حسب دراستهم لتُعطي مفعول أقوى، وتجعل المدمن لا يستطيع الفكاك من هذا المخدر. ولعل ما حدث في نهاية الثمانينات من القرن الماضي عندما طورّ العلماء الذين يعملون مع تجار المخدرات ما يُسمى بهيرويين القطران الأسود والذي أنُتج في المكسيك وتميزّ بشدة فعاليته ولاقى إقبالاً شديداً من المتعاطين.

في السنوات الأخيرة تطوّر الهيرويين خاصةً في العشر سنوات الأخيرة وذلك كما ذكرت بسبب دخول العلماء والأطباء والصيادلة إلى التعامل والتعاون مع عصابات المخدرات وكذلك علماء النفس وعلماء الاجتماع الذين يدرسون المجتمع من نواحٍ نفسية واجتماعية لمعرفة كيف يهُربّون موادهم المخدرة، حيث يدرس علماء الاجتماع والانثروبولجي نفسية وخصائص المجتمع الذي يستهدفه كبار التجار . فمثلاً عرف تجار المخدرات بعد أن درسوا المجتمع السعودي بأن المسابح مثلاً مُنتشرة بين الناس فقاموا بصناعة مسابح من الهيرويين وحاولوا إدخالها عن هذا الطريق خاصةً في موسمي الحج والعمرة، حيث يعلمون بأن حكومة المملكة العربية السعودية تُساعد وتُسّهل للمعتمرين والحجاج سرعة إنهاء إجراءاتهم، فركزوّا نشاطاتهم ولكن الأجهزة الأمنية والجمارك كان واعياً لهذه الأمور فتم كشف كثير من محاولات التهريب التي قام بها مثل هؤلاء البسطاء الذين يستخدمهم كبار المُهربين وعصابات الإجرام فتم القبض عليهم، بل إن بعض الأشخاص حاولوا تهريب الهيرويين في المصحف الشريف، بتفريغه من الداخل ووضع هيرويين مكان الأوراق داخل المصحف الشريف ولكن تم ضبطهم..!

أسوء أنواع التهريب للهيرويين كانت عن طريق بلعه بعبوات بلاستيكية وإخراجه عن طريق التبرّز بعد أن يصلون إلى المناطق التي ينوون تهريب الهيرويين له. ويقوم الشخص الذي يبتلع الكرات المطاطية بعدم الأكل والشرب أثناء سفره بالطائرة حتى لا يملأ معدته ويضطر لافتضاح أمره.

عندما يصل الهيرويين إلى المناطق التي تُعتبر الهدف للتجار وعصابات المخدرات، يبدأ المروجون بخلط الهيرويين مع مواد أخرى لزيادة المكاسب المادية. فالكيلو غرام قد يخلط بمواد أخرى ليُخرج منه عشرة كيلوغرامات.. وللفرد أن يتصور المكاسب المادية الكبيرة التي يحصل عليها المهربون والمروجون.

الخطورة أن بعض هذه المواد التي تُخلط بالهيرويين تكون ضارة وقد تُسبب الوفاة،مثل خلط الهيرويين بالزجاج المطحون، وعند استخدامه من قِبل المدمنين فإنه قد يسُبّب جلطات في الأوعية الدموية عند تعاطي الهيرويين عن طريق الحقن أو يسبب أضرار بالغه إذا أسُتخدم عن طريق الشم حيث قد تُسبب الوفاة إذا وصلت إلى الحويصلات الهوائية في الرئة.

مشكلة الهيرويين ومشتقات الأفيون أن الشخص إذا أدمن عليها يُصعب جداً أن يُقلع عنها .. وهناك تشبيه يتداوله العاملون في حقل الإدمان بأن الإدمان رحلة بتذكرة ذهاب بلا عودة..! وهذا يعاني بأن المدمن على هذه المواد الخطرة يصعب الإقلاع عنها وتنتهي بالشخص بالوفاة للآسف الشديد وهذا ما نراه يحدث لشبابٍ في عمر الزهور ومن طبقات ثرية، كان الثراء والجاه وبالاً عليهم. إن العلاج ليس هو الحل ولكن الحل هو في الوقاية وتوعية الشباب صغار السن بخطورة هذه المواد السامة بطرقٍ علمية صحيحة.

من طرف **يزيد** الأحد مايو 25, 2008 2:04 am

جزاك الله خير

إدمان الهيروين والأفيون رحلة بتذكرة ذهاب بلا عودة!..

إدمان الهيروين والأفيون رحلة بتذكرة ذهاب بلا عودة!..

رد: إدمان الهيروين والأفيون رحلة بتذكرة ذهاب بلا عودة!..